لا يمر يوما علينا الا وتزداد الدعوات الى اعتبار مدمنى المخدرات والمواد الأخرى مرضى وضحايا , وذلك فى ظل تزايد نسبه المدمنين حول العالم وفى المنطقه العربيه والتى وصلت فى بعض الدول العربيه لاكثر من 10% من السكان بشكل عام لمختلف أنواع الادمان للمخدرات او الكحوليات او الاستروكس وغيرها .
وفى مصر تحديدا أعلن صندوق مكافحه المخدرات وعلاج الادمان والتعاطى المصرى
أن نسبه الادمان فى مصر بلغت 2.4%
ونسبه التعاطى 10.4% لمختلف انواع المخدرات وهى نسبه لا يستهان بها .
ويأتى السؤال المهم ؟
وتعتبر الاجابه على هذا السؤال هى النقطه الاهم نحوالتعامل مع ظاهره تعاطى وادمان المخدرات
فبناء على اجابتنا لهذا السؤال تتحدد العديد من التوجهات والخطط العامه والخاصه المتعلقه بالتعامل مع الشخص المدمن
ونحن فى مصر نعتبر للاسف ان المدمن مجرما وذلك طبقا للقانون
فالماده 39 من قانون العقوبات تنص على " السجن لمده لا تقل عن عام وغرامه لا تقل عن الف جنيه ولا تزيد عن ثلاثه الاف جنيه للشخص المضبوط فى اى مكان تم اعداده بصوره واضحه لتعاطى المخدرات "
كذلك
" لا تتجاوز العقوبه خمس سنوات وغرامه لا تزيد عن خمسه الاف جنيه فى حاله ان المواد المخدره ضعيفه التخدير او طبيعيه وذلك حسب ما يقرره المعمل الجنائى "
" وتزداد العقوبه بمقدار مثليها اذا كان المخدر كوكايين او هروين "
وهناك اتجاه داخل البرلمان المصرى لتخليظ العقوبات على تجار ومروجى المواد المخدره خاصه الاستروكس حيث قد تصل الى عقوبه الاعدام .
ولاننى من المؤيدين لفكره أن المدمن مريض وليس مجرم !
بمعنى انه المدمن مريض كأى مريض بمرض السكر او السرطان اوغيرها وذلك لسبب مهم جدا يجب توضيحه وهو :
ان هناك مرضى أدمنو تعاكى الترامادول مثلاً نتيجه زياده الجرعات التى تناولوها للقضاء على على الامهم مثل الام السرطان او الام العظام .
وفى النهايه اصبح مدمن لعقار الترامادول وفى نفس الوقت لم يقم بأى فعل اجرامى .. فهل نعتبره مجرماً ؟!
أعتقد انه من الظلم ذلك .. فالمجرم من اعتاد الفعل الاجرامى للحصول على المال الحرام دون وجه حق .
وهنا نذكر الاسره المصريه والعربيه خط الدفاع الاول لحمايه الابناء من الوقوع فى الادمان بأهم اعراض الادمان التى يمكن ملاحظتها على أحد افراد الاسره :
كوجود علامات تعاطى ناتجه عن الحقن فى الذراعين , والاجهاد والارق بشكل مستمر, وسوء التغذيه واحمرار العين والدموع بدون سبب والرغبه فى النوم , والسعال الشديد وارتفاع درجه الحراره , والتعرض للاغماء والقيء والغثيان .
كما أن هناك أعراض اخرى كالانمطواء والانعزال عن الناس واهمال النظافه الشخصيه والمظهر العام
والتأخر الدراسى والفشل فى العمل والبعد عن أداء الفرائض الدينيه, والسرقه وضعف الذاكره واحيانا محاوله الانتحار .
وهنا يجب ان نوضح انه من الضرورى قبل ان نحكم على الشخص بأنه مدمن من خلال ملاحظتنا لبعض هذه الاعراض
هو ان نخضعه للكشف الطبى المتخصص ليوضح لنا ما اذا كانت هذه الاعراض ناتجه عن الادمان ؟ ام أى مرض أخر .
ولعلاج المدمن يجب ان تتضافر كل الجهود من الاسره والدوله والمؤسسات العلاجيه وكل المجتمع لوضع برنامج متكامل لتخليص المدمن من هذا المرض وكذلك اتخاذ كافه الاجراءات التى تضمن عدم حدوث انتكاسه مره اخرى
وهذا ما سنتناوله فى مقالات اخرى من ضمن سلسله كتاباتنا عن الادمان وخطورته .