أُخبِرُك ماذا تقول وأنتَ عنِّي
بالأقاصي ساكنًا...
وأنا بداري قابعةٌ صمَّاء..
تقول أني قد قسوت بدربنا
ونقضتُ عهدًا بيننا..
وأهنأُ عيشًا.. بكل صفاء..
وتقولُ أني ما التمستُ ذاتَكَ
ولم أَعِشْكَ.. ولم يُزلزِلُني الهوي
بما يُزلزِل بهِ الأحياء..
وتقولُ أني ما اشتهيتُ يومًا
أن نظلَّ سواء..
وتقولُ أني كان بيدي
استبدال الهجر بالبقاء..
وأقول لك....
لقد فررتُ من حنانك
رغم كوني في احتياحِكَ
وهاكِ أهونُ الأشياء..
وبعدتُ عنكَ محبةً قصدًا
لتحيا حياتكَ كيف تشاء..
أيا من جعلتني بالليالي ساهِرة
أوما يكفيكَ هذا بداء..
وإليك أني ما عُدتُ أفرح
أو أُغني بهجةً.. حتى الربيع
اكتسي بغير لون الورود رِداء..
وإليك أني مازال يسري داخلي
شوقًا لماضٍ مُتقلِّب الأجواء..
وإليكَ أني في العذاب أُنعّمُ
فعذابُ هجرك كبردٍ قارسٍ
يلفحهُ ألف شتاء..
وإليك أني لم أعُد أنا.. أنا
ويومًا لم أعُد أستنشِقُ الصعداء..
وبرغم كوني أنني انْتَزَع مني العقلُ لحظات الهنا
لكن فؤادي مازال يرتعَ في دُناكَ
وأقولُها بلا استعلاء..
أيا حبيبًا مهما ارتحلت ستبقى بداخلي أشياء..
أهازيجٌ من زمن الهوي
لونها العشق أنَّي يشاء..
كانت نسماتٍ بالعمر
تتأرجحُ أرضًا وسماء..
لم يكن العندُ يسودُ البينَ
ولكن بعضُ الرمضاء..
آثرتُ بعادكَ.. لا كُرهًا.. لا سلوى.. لا كبرياء
فما كان صدِّى إلا ترفُعًا
فما خُلِق الهوى ليبقى خفاء..
سيطالُ قلوبُنا بعضَ الجوي
فما التقينا لكونك رجلٌ أو كوني حسناء..
بل التقينا أرواحًا متناثرةً
لملمها العشقُ وصبغَ عليها كل الأسماء..
أيا زوجي حبيبي..
ما لُذتُ صمتًا أو بعادًا إلا تلطُفًا بفؤادك
كي تنسى الهوى حقًا وربُّ السماء..
أيا من أخذتني من يدي وأبليتني بالعشق داء
أين السبيل أو اهدني لمآقي أيَّ دواء...