السعادة وأشياء أخرى

السعادة وأشياء أخرى

ليس بإمكاني أبدًا أن أُقنع قلبي أو عقلي ببعض الحكم المتداولة على أنها مُسلمات وكفى، لقد شدهتني تلك الحكمة وحاولت تمريرها ولكني لم أستطع حتمًا، ألا وهي "إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك" يسري بداخلي شعور أن مُرددي مثل هذه الحكم ممن يحيون حالة من اليأس، فأبدًا.. أبدًا.. لم تكن السعادة يومًا فعلًا فرديًا، فللنظر إلى كل مواضع السعادة بالمجتمع.. نجدها وسط الجميع، ليس للإنسان أن يتلذذ بعُرسه إلا إذا كان سعيدًا بحبيبه مصوبًا نظره إلى الفرح الساكن بأعين كل من حوله... فيسعد، وإذا سألنا أنفسنا لماذا ينجح الإنسان في أي شئ؟ لاستبقتنا الإجابة إذا كان طفلًا :كي يسعد أبيه وأمه... وإذا كان شابًا :كي يحقق شيئًا وسط المجتمع الذي هو البشر.. الناس، فإذا تخيلنا أنه كلما نجح المرء في شئٍ واري فرحه عن كل المخلوقات.. أتُراه يكون سعيدًا؟! ستكون الإجابة: بدون تعليق..ويحضرني مثلًا إجابة الفنان أحمد رمزي حينما سُئل في أحد البرامج : لماذا لم تتجه للعالمية مثل بعض الزملاء؟ فكان رده حتما بإثبات أن النجاح والسعادة الحقيقية هي وسط من يعرفونك حتى تسعدك نظرات الإعجاب المنعكسة في عيونهم.. إذن نعد للتعريف الأصلي للسعادة كما يتراءي للجميع وهي أن تشعر أن كل شئ على ما يُرام.. وما يرام هذا يمكنك تطبيقه على أحبتك وأهلك وأولادك وعملك بما فيه من تعاملات مع الأشخاص من حولك.. لابد أن نحيا لنسعد بحب الآخر.. حقًا أنه ربما يأتيك حبًا يحاكي دربك ويشبه ذاتك وأتى بشكلً صحيح.. ولكنه أتي في الوقت الخاطئ.. ليكن.. علينا ألا نحزن وعلينا أن نتخطي سياج الهموم.. كي نسعد.

إذا لم تجد من يسعدك فحاول مرارًا وتكرارً أن تحب غيرك كي يحبوك.. حاول.. أن تجعل فكرك لينًا كي يستوعب الآخرين.. فليس كل البشر نهجهم كنهجك.. ومن أجمل ما قرأت لابن حزم الأندلسي تلك الحكمة الرائعة : اجعل من حولك كالنار اقترب منهم القرب الذي يجعلك تستدفئ بحرارتهم لا القرب الذي يحرقك...فليكن هذا دربنا بالحياة ألَّا نثقل عليهم ولا نقترب منهم القرب الذي يؤذيهم منا بتدخلنا في أحوالهم وتدخلهم في أحوالنا ونحبهم كما هم .. ليحبونا كما نحن.. ويسعدونا بحبهم... فنسعد.

الكلمات المفتاحية السعادة وأشياء وأخرى

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;