فتحت مصر صفحة جديدة من تاريخها على صعيد السياسة الخارجية مع توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي في يناير الماضي، لتقود القارة السمراء خلال عام كامل مما يعزز المكانة الكبيرة لها وسط الأشقاء الأفارقة، والتي زادت في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حرص على استعادة مصر لدورها الريادي في أفريقيا من خلال توطيد علاقات التعاون مع مع دول القارة.
وقد بدأت مصر بمنتهى الوضوح جني ثمار هذا التعاون بشكل كبير تجسد في الاتفاقيات المتواصلة مع الدول الأفريقية في كافة المجالات، وكذلك في اكتساح مصر أثناء التصويت على استضافة بطولة الأمم الأفريقية أمام جنوب أفريقيا، حيث حصلت مصر على 16 صوتًا مقابل صوت وحيد لجنوب أفريقيا.
وهذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي ستجمع مصر بين تنظيم كأس أمم أفريقيا ورئاسة الاتحاد الأفريقي، لتلعب مصر دور الريادة على المستوى السياسي وتضفي عليه لونًا رياضيًا.
ففي الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو المقبل، تحتضن مصر الأشقاء الأفارقة على أرضها، وستتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة من كل أنحاء العالم نحو مصرنا الحبيبة لمتابعة النسخة الـ 32 من أهم بطولة بالقارة السمراء .. بطولة كأس الأمم الأفريقية.
وعلى الصعيد الرياضي..
فمنذ أن أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، اختيار مصر لتنظيم نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2019، بعد سحب التنظيم من الكاميرون بسبب عدم جاهزيتها، والجميع في استعداد تام لهذا الحدث الهام.
مصر استضافت البطولة القارية الأهم على مستوى المنتخبات 4 مرات آخرها عام 2006، مما يعني أن استضافة العام الحالي ستكون الخامسة، وهو رقم قياسي لم تحققه أي دولة أفريقية، فقد حصلت على 16 صوتا، مقابل صوت واحد لجنوب أفريقيا، فيما امتنع اتحاد واحد عن التصويت، حيث جرت زيارة الدولتين، في وقت سابق من الشهر الماضي، للوقوف على جاهزيتهما.
ويدخل المنتخب المصري هذه النسخة بآمال وطموحات كبيرة خاصة وأن البطولة تقام على أرضنا ووسط جمهورنا المصري العظيم كذلك لغيابنا عن منصات التتويج منذ 2010، ذلك اللقب السابع الذي حققه المنتخب الوطني والثالث على التوالي مع الجيل الاستثنائي بقيادة المدرب حسن شحاته، كل هذه الدوافع تجعلنا متحمسين لنيل اللقب من جديد خاصة ونحن نمتلك جيلا قويا من اللاعبين المحترفين على رأسهم نجم ليفربول محمد صلاح، هذا اللاعب الذي يحمل على عاتقه أحلام الشعب المصري كافة بعد ما وصل إليه من مكانة كبيرة وإنجازات غير مسبوقة مع ناديه الإنجليزي.
23 لاعبًا سيدافعون عن شعار منتخب مصر في هذه البطولة، يقودهم المدرب المكسيكي خافيير أجيري الذي تولى القيادة الفنية للمنتخب عقب كأس العالم 2018 خلفا للأرجنتيني هيكتور كوبر ويسعي المكسيكي لرسم خطط اللعب المناسبة لعناصر المنتخب من خلال المعسكر المغلق الذي بدأ في 6 يونيو من العام الحالي، استعدادًا لأولى مباريات المنتخب في البطولة مع منتخب زيمبابوي في 21 من يونيو في العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة.