توجد عقول مضيئه من معادن انفاس، كالذهب والماس تضيئ لكل الناس، كلما تعرضت للشدائد وظلمت وقهرت ،لمعت واضاءت كالذهب في النار، او كالفضه في مياة جوفيه عزبه، تتلألأ في ضوء الشمس ،فتضيئ وتتوهج بالفكر، فتخرج كنوزها لتعلم وتطور الفكر الانساني والبشري ككل، وتحفر اسماء اصحابها في تاريخ ذاكرة الزمن، بأشعة من نور فتهزم وتحطم النسيان ، والشيطان لايدركها ولا ينال منها، لانه لايقوي عليها.
بينما توجد عقول اخري علي النقيض، تماما لا تعمل ولاتفكر بل ابطل فيها التفكير نهائيا، حيث تبول وتبرز بداخلها الشيطان فانتن بها الفكر، وابطل العمل بالمنطق والضمير، فشرد منها التفكير واختلت موازين الخطأ والصواب، فراحت الثوابت تتزعزع ،فتملكها الشيطان، فاصبحت لا تخرج إلا روائح كريهة تؤذي العامه من الناس، وتبيح المحظورات ، وتقتل كل عقل وجسم سليم مفكر ،يحاول ان يردها الي الصواب وما كانت عليه في سابق عهدها من ثوابت لاتتغير،وهذا لايرضي الشيطان الذي تملك هذه العقول فيخرج اسلحته بكافة صورها واشكالها والوانها،ويحاول الدفاع عن مملكة الباطل التي دائما في تزعزع،فيصور لاتباعه ان الحق والاعتدال والفكر والنقاش، بالمنطق والتفكيرهو رجس وحرام ،فيتملك هذه العقول ويقلب موازين كل الامور،فمن يخالفهم في الرأي عدوا لهم،فيطلق الشيطان اتباعه لإذاء كل من ثبت عقله فيه، بإعمال المنطق داخله وفيه، فيكون من الشهداء كثيرون من الابرياء، وعندما لا يتمكنوا من ازهاق ارواحهم باستخدام السلاح والعنف، يتحول الشيطان الي اضعف سلاح له، اذ يطلق ألسنتهم الي تجعل حناجرهم كقبور مفتوحه بها اجساد نتنه ، تخرج منها رائحه كريهة، لا تطاق من عامه الناس اسمها الارهاب