من أول الصباح إلتقيت بصورة لوجهها و هي تلقب نفسها بالملكة ، ترسم بملامح شفتيها شكلاً لابتسامة البطة ، تعجبت و اندهشت ألهذه الدرجة ، انحلالا فكريا و ثقافيا و بصرياً من أمس للغد و بينهما اليوم الحالى المطلق عليه « انهاردة »... و الكل مصفقاً لها و متبادلاً معها الإعجابات و التهانى و عبارات المدح و المجاملة... فأخذنى الفضول لمعرفة تلك سمات الشخصية ، وجدتها من بيئة ثقافية و اجتماعية منحدرة ، لا تمت للعولمة و الماضى و التقاليد و الإنفتاحية بأي صلة ، جائت بها إلينا امرأة لها وَجهَة اجتماعية و كلمة ، تساءلت نفسي فلماذا أتت بها ؟ بعدما أثار فضولى الإستنكار و الدهشة .... و كان الوصول للإجابة ليس به أي صعوبة ، بل ترادفات لمعاني و مفاهيم ضالة و غائبة ... حرباً علينا يا سادة لقتل الفكر و العلم و إنارة الفن و الإبداع و التحلى بالنبوغ و الموهبة و الفطرة ، فتلك الملقبة بالملكة ، ماقتةً للقراءة و القلم و الورقة ، محرابها المال الوفير مع الأكثر جهلاً و صمتاً ، فبالمال تنال الرفعة و الدرجة لتظهر بصورة الرقي أمام المجتمع، مليكة للجمال و للصفوة ، ما تهتم بتخريب ذوات العقول المشاهدة للكاميرا ، لا تتفادى أخطاءً لُغوية أو تصحيحاً للأساليب و المعاملة .. كل ما تهتم به المظهر الخارجى جيداً ، فمن هذا تنال الترحيب وتلقى الدعوات لأى مناسبة..... واأسفاه على ظهوركِ يا تلك المرأة ، فلن أهاب أن أُمثلكِ بالتلوث السمعى و البصري تعليماً و مشاهدة ، فكل ما تمتلكينه لغيركِ هو التقليد و المراقبة حتى تصلين لأهدافك المرجوة ... لكنك صدقاً أدخلتِ ذاتكِ بالمصيدة ، من بداية الضحى للظهيرة حتى المساء ، للفكر و المحور هامشية باهتة ، ما بكِ ابداعا أو أى مهارة ... فللوصول لمقصورتي الملائكية ، لابد أن تتحلين بتاج التعليم و أكاليل الثقافة ، بقناديل الرقي و بشموع البساطة ، التواصل قديماً و حديثاً مع الممارسة و التهيئة و المتابعة و التطرق للتربية للمقارنة ، فبكل هذا نستمد النجاح و الإزدهار و مزيداً من التميز و المكافأة ... وقتها تتميزين حقاً بأن تلقبين بالملكة أيتها الحالة البدائية