تخوض القوات المسلحة المصرية حربا شرسة داخل ارض سيناء، ضد جماعات الفكر التكفيرى الضال الذى يسعى إلى إثارة الفوضى والفتنة داخل الدولة المصرية وإراقة المزيد من دماء الابرياء ورجال الجيش والشرطة الإرهاب لا يعرف رب ولا دين، فمع تكبيرات عيد الفطر في مساجد محافظة شمال سيناء، يوم أمي الأربعاء، كان تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي، يهاجم كميناً للجيش المصري في نطاق مدينة العريش، ليستشهد جميع أفراد الكمين في هجوم دموي يعتبر الثاني من نوعه، منذ بداية العام. لقد سجلوا الشهداء بطولة وشجاعة منقطعة النظير بعد دفاعهم عن أرضهم ليجتثوا الإرهاب مقاومين لآخر قطرة في دمهم، رافضين الهروب أو التخلي عن واجبهم تجاه الوطن. أن ما حدث في صبيحه احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك يؤكد أن هذه الشرذمة لا علاقة لها بالدين ولا بالضمير ولا بالإنسانية بعد أن استغلوا الاحتفال بيوم العيد أسوأ استغلال حيث حولوا أفراح الشعب المصري إلى أتراح. العمليات الإرهابية ستزيد المصريين إصرارا، على دعم الدولة، ممثلة في قيادتها السياسية، وجيشها الباسل، وشرطتها الوفية، من أجل دحر الإرهاب، واجتثاث عناصره، والقضاء عليها، في ظل النجاح الذي تحققه مصر، على مختلف الأصعدة، المحلية، والإقليمية، والعالمية، في محاولات بائسة لتشويه صورتها . لقد اخذت القوات المسلحة على عاتقها ان تثأر للشهداء وتتطهر ارض الوطن من الارهاب، وتجفيف منابعه فى سيناء وقطع عمليات الامداد والتموين عن تلك الجماعات التى اتخذت من ارض سيناء مقرا لها بعد ان حاول محمد مرسى ان يوطن اكبر عدد من الارهابيين فى سيناء حتى يكونوا ظهيرا عسكريا له لمواجهة القوات المسلحة المصرية وعلى مر السنوات التي أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، تحولت منطقة شمال سيناء إلى واحدة من أخطر معاقل الإرهاب في الشرق الأوسط، خاصة وأن اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل كانت تمنع القوات المسلحة المصرية من الانتشار في هذه البقعة الصحراوية الوعرة، وهو ما سهل للإرهابيين تأسيس بنية تحتية قوية، وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وتجنيد عناصر محلية متطرفة. يظل الجيش المصري هو الحامي والمدافع الأول عن الأمن القومي المصري والعربي، فقد استطاع أن يحقق لمصر استقرارها بعد أعوام من الفوضى التي تبعت أحداث 25 يناير، ومحاولات إثارة الفوضى والتصدي لجميع المؤامرات الخارجية والداخلية، والتي كانت تستهدف النيل من مصر واستقرارها، بهدف تمرير مشروع الشرق الأوسط الموسع، من خلال ما سمي ثورات الربيع العربي، والتي كانت تهدف إلى تدمير الجيوش العربية، وإعادة تقسيم المنطقة من جديد. لقد حقق الجيش المصري المعادلة الصعبة خلال خمس سنوات، وهي التطوير والتحديث والانفتاح على مدارس جديدة في مجال التسليح، بالإضافة إلى خوض حرب ضروس ضد جماعات الضلال، وفي الوقت نفسه الإسهام في التنمية الشاملة للدولة . كل ذلك جعل الجيش المصري في مصاف جيوش العالم ووصل الى المرتبة العاشرة، وجعل العديد من دول العالم تطلب المشاركة في تدريبات مشتركة، للاستفادة من الخبرات القتالية العالية للمقاتل المصري. استطاعت القوات المسلحة المصرية، خلال السنوات السبع الماضية، أن تحافظ على الأمن القومى المصرى فى ظل العديد من التهديدات والتحديات التى تعرضت لها الدولة، داخليا وخارجيا ومرت بالبلاد من أتون الأزمات إلى مرحلة الاستقرار، واستطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة، وأن تدخل فى حرب شرسة ضد العناصر والتنظيمات الإرهابية. على الجانب الآخر، أسهمت بشكل كبير فى التنمية الشاملة للدولة وحققت إنجازات غير مسبوقة فى المشروعات القومية الكبرى، وفى أزمنة قياسية ومن منظوري الشخصي، فان اجتثاث بؤر الإرهاب في مصر مسألة وقت وليس أكثر، كما يدرك الأهم: وهو أن جيش مصر لم يكن ـ وهو يتحرك بقوته الرادعة ـ يستهدف فقط هذه البؤر الصغيرة، ولكنه كان ينبّه الغافلين حتى لا يخطئوا الحسابات تخوض مصر المعركة ووراءها عالم عربي يدرك أن استقرارها هو ضمان لاستقرار العرب، وأن قوتها هي حماية لهم، وأن انتصارها على عصابات الإرهاب يعطيها المزيد من القدرة على أداء دورها العربي الأساسي في مرحلة يتقرر فيها مصير المنطقة لعقود طويلة