أصمد بقايا أحلامي على طاولة المطبخ مزهريّة مغبّرة .. أحملُ قدميَّ وأتوجه نحوَ السرير أراقبُ عقرب الثواني التلفازُ نائم .. المصباح المشنوق في السقف نائم وصائدة الأحلام المثبتة فوق رأسي في يوم عطلة دائم .. ليسَ ذنبها .. فأنا الكائن الوحيد هنا الذي لا ينام ورأسي منذ مدة تتسرّب منه الأحلام .. حاولت سدّه بغطاء قنينة الزيت .. حاولتُ سدّه بكنزة قطنية ولكن عبث .. مازلتُ أعاني .. تدخل أمي لتبعثر اللون الأزرق في الغرفة لتوقظَ الوقت النائم تطلبُ مني القيام بأشياء لا أفهمها .. كأن أسقي نبتة الحبق .. وأن أرتب ثيابي أن أفتح الستائر .. وأتفلسف عن الطقس الغائم وألوّن في دفتر الماندالا بغيرِ ألواني .. قالت " غيّري عن الأسود .. مارأيك بالأرجواني ؟" .. تدخلُ أمي لتوقظني من اليقظة .. تطلب مني أن أفلتَ قدميّ وأن أدوس بقوة على الأرض .. أن أتأمل ما تكوّم تحت السجادة من أفكار صاخبة .. فأقول " وماذا عن الجيرانِ ؟ " تدخلُ أمي لتغنّي لي شيئًا من الطفولة .. تقولُ لي أن الأرجوحة في الشارع تنتظرني .. وثوب المدرسة جاء من المصبغة .. وأن نشربَ الحليبَ معًا .. تطلبُ مني القيامَ بأشياء لا أفهمها .. أن أذهبَ كي أسلم على الحياة في الصالونِ .. أن أمضغَ الليل وأبصقه .. أن آكلَ بعضَ النور .. أن أكتبَ نصًّا جديدًا لديواني .. لكننّي أمقتُ المنزلَ النائم .. أفكّ رأسي .. وأصمده قرب صائدة الأحلام النائمة .. حاولي غدًا يا أمي .. لقد نظّفتُ أسناني ..