مناجاة !

مناجاة !

 

إنتهى عصر إقامة الحجة، واحتدم الجدال، وأُخليت الساحة من فقهاء القول الصواب والفعل الحكيم، فاستبيحت الساحة ومَن عليها لمن لا يرقبوا فينا -إلاً ولا ذمة - ليتصادم حتى الأَخِلاَّء ويصبح بعضهم لبعض عدو، هم كذلك كأصحاب الفتنة التي تتهافت علينا من كل حدبٍ وندب.. وللأسف ربما لم نكن مدركين لما تم التخطط له للإيقاع بِنَا، إلا حينما وجدنا أنفسنا وقد قُسْمنّا إلى شيع، فاختلفنا حتى في مسمياتنا، ومبادئنا، وأخيراً تَخَلفنا في إنسانيتنا!، فأصبحنا ندين حتى ضحايانا، إنتصاراً للأنفس المريضة التي تأبى الإنتصار للحق، وإن لم نتقِ الله وننتفض لنصرة المستضعفين فينا!، فحتماً ستكون من هنا.. بداية النهاية.!
 فإلى متى سيستمر ذلك التجاهل العقيم لهذا الصراع العربي الذي استوحش! ومؤخراً والدماء المهدورة في سوريا لحد الذهول من الصمت الذي لا مبرر له!.. ألا من ضمير عربي يقظ ينتفض لبراءة الأطفال التي اختلطت بالدماء! واستغاثات الأمهات والاباء لانتهاك أرضهم وعرضهم، وما تبقى لهم من آلام لم تسلم من الانتهاك هي الاخرى بالإدانة تارة، وبالتجاهل تارة أخرى! لا أرى أمامي سوى حديث رسول اللهﷺ(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) ولكن عذراً يا رسول الله لم تتداعى اللأمم فقط! بل نحن مَن انقلبنا على أنفسنا!، وهنا استوقفتني جملة للدكتور مصطفى محمود رحمه الله: "لقد احتجب الصراع الذي يلاحقنا من الخارج واختفي وراء صراع آخر غطى عليه، وهو الصراع العربي العربي، والاسلامي الاسلامي،"
 اقتتل أبناء العائلة الواحدة ونسوا أن هناك عصابة تقتحم عليهم الباب وانشغلوا بخلافاتهم الشخصية كل واحد يحاول أن يصفي حسابه بالتصفية الجسدية للأخر.
 والأعداء تتسلل من غرفة الي غرفة وتضع يدها علي الارض وتبني المستوطنات وتطرد السكان وتقتل وتشرد وتعتقل مطلقة اليد بلا حسيب أو رقيب كأنها المالك الوحيد لكل شئ!،
ومازال أكثرنا في غفــلة وعن الحق معرضون!،
 فأيقظنا يا ربنا من غفلتنا وبصّرنا بأهل الحق لنتبعهم وننصرهم.. فما في الوجود من هو أحن منك على عبيدك المستعثين، ولا أرأف منك بأفئدة السائلين.••

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;