مظاهر رحمة الرسول

مظاهر رحمة الرسول

لقد تجلت رحمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في عدد من المظاهر والمواقف ومن تلك المواقف رحمته بالأطفال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرق لهم، حتى كان كالوالد لهم، يقبّلهم ويضمّهم، ويلاعبهم ويحنكهم بالتمر كما فعل بعبدالله بن الزبير عند ولادته، وجاءه أعرابي فرآه يُقبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجب الأعرابي وقال " تقبلون صبيانكم ؟ فما نقبلهم " فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا "أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟" وصلى عليه الصلاة والسلام مرة وهو حامل أمامة بنت زينب، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، وكان إذا دخل في الصلاة فسمع بكاء الصبي، أسرع في أدائها وخفّفها، فعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

"إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه" رواه البخاري ومسلم، وكان يحمل الأطفال، ويصبر على أذاهم، فعن السيدة عائشة أم المؤمنين أنها قالت " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي، فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه" رواه البخاري، وكان يحزن لفقد الأطفال ويصيبه ما يصيب البشر، مع كامل الرضا والتسليم والصبر والاحتساب، ولما مات حفيده صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه، فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه " يا رسول الله ما هذا؟ " فقال "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" وهناك أيضا رحمته بالنساء صلى الله عليه وسلم، وذلك لما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، كانت العناية بهن أعظم، والرفق بهن أكثر.

وقد تجلى ذلك في خلقه وسيرته على أكمل وجه، فحث النبى صلى الله عليه وسلم على رعاية البنات والإحسان إليهن، وكان يقول "من ولي من البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار" بل إنه شدد في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها فقال "ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة" وضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التلطف مع أهل بيته، حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير، وكان عندما تأتيه ابنته فاطمة رضي الله عنها يأخذ بيدها ويقبلها، ويجلسها في مكانه الذي يجلس فيه، وكان من رحمته صلى الله عليه وسلم رحمته بالضعفاء عموما وكان صلى الله عليه وسلم يهتمّ بأمر الضعفاء والخدم ، الذين هم مظن.

ولقد حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على اليتامى والأرامل، فقد حث الناس على كفالة اليتيم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى" وكما جعل الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل، واعتبر وجود الضعفاء في الأمة، والعطف عليهم سببا من أسباب النصر على الأعداء، فقال صلى الله عليه وسلم "أبغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم" ولقد شملت رحمته صلى الله عليه وسلم البهائم التي لا تعقل، فكان يحث الناس على الرفق بها، وعدم تحميلها ما لا تطيق، فقد روى الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته"

الكلمات المفتاحية رحمة الرسول

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;