رواية ”الشيطانة التائبة”

رواية ”الشيطانة التائبة”

شتاء 1972 ولد حسن فى إحدى القرى الريفيه لأب مزارع وأم ربة منزل وثلاثة فتيات كان حسن أكبرهم عائلة فقيرة الاب يزرع والأم تأخذ جزء من محصول الأرض لتقوم ببيعه عندما وصل حسن للعام التاسع من عمره كان يصطحبه والده معه فى كل الأماكن أثناء الصلاة وأثناء عمله بالزراعه تفوق حسن فى دراسته الابتدائية ونقل منها الى المرحلة الإعدادية واجتازها بنجاح وتفوق ولكن ظروف العائلة لم تمكنه من الالتحاق بالثانوى العام فقام بالالتحاق بالثانوى الفنى ليقلل على والده مصروفات الدراسه وبدأ يساعد والده فى زراعة الأرض ومن ناحية أخرى يساعد امه فى بيع الخضار اثناء تواجدها بسوق القرية وفى يوم من الأيام كان يمر بالسوق رجلا ميسور الحال يمتلك ورشة لتصليح اعطال السيارات فعندما شاهد خفة ظل حسن مع زائرين السوق وجذبهم للشراء من والدته اقترب منه وتعرف عليه وعرض عليه العمل معه فى ورشته بمرتب مغرى فذهب حسن الى الورشة واستلم العمل بها فكان يذهب للمدرسة صباحا وبعد الظهر يتوجه الى الورشة حسن بالرغم من حرمانه فى دخول الثانوية العامة نتيجة قلة إمكانياته فكان دائما يذهب الى المكتبات ومعارض الكتب ويقتنى كميات كبيرة من كتب واعمال أشهر الروائين استغل حسن ذكاءه وكفاحه بأن يعتلى ثقافيا ويكون ملم بمعلومات وابتكارات كثيرة.فنجح حسن فى ذلك وأصبح إنسانا يتمتع بثقافة جيده نفعته فى كل أمور حياته من ناحية تعامله مع الآخرين والتصرف أثناء الأزمات وعلاقته بدراسته وعمله أيضا. تمر الأيام وبدأ حسن يشتهر بالمنطقة وأصحاب السيارات لا يأتين إلى الورشة الا فى وجود حسن بسبب مهاراته وثقتهم فيه... صاحب الورشة عم مرسي كان لديه إبنه تسمي فرح وكانت فى ذاك الوقت طالبه فى الصف الأول الثانوى وفى تلك اللحظه كان حسن فى السنه النهائيه من دراسة الدبلوم الفنى وعندما شاهد فرح وهى تأتى لوالدها لأمر ما كانت هى المرة الأولى التى شاهدها فيها حسن فأعجب بجمالها ومن اول نظرة بدأ يفكر فيها وينشغل بها بالرغم من انه لا يعلم عنها شيئ لأنه كان انسان إنطوائي ليس له أى أصدقاء وكان كل تركيزه فى مساعدة والده ووالدته وإخواته وكان سبب انطواء حسن عن الأصدقاء وعدم التعرف بهم والتقارب لهم كان بسبب وجود إخواته البنات الذى كان دائما يخاف عليهن من اى فتنة .. عاش حسن فترة طويلة يتخيل فيها فرح علما بأنها لم تأتى إلى الورشه مرة أخرى فبدأ يذهب الى المدرسة ليراقبها حتى يراها كانت فرح عند خروجها من المدرسة ومعها زميلاتها تواجه معاكسات كثيرة بسبب جمالها ولكن الأمر الذى حدث وحزن منه حسن قليلا عندما شاهد فرح تبتسم للشباب أثناء معاكستها بالرغم من وجود زميلات أخرى معها لا يهتمون بهذه المعاكسات. وتتوالى الأحداث وحسن كما هو لايدرى ماذا يفعل وهل هذه الحالة التى هو فيها حالة حب أم مجرد إعجاب ليس أكثر. بدأ يبحث حسن عن طريق الوصول لفرح فأرسل لها خطابا وصف فيه اعجابه الشديد لها ويريد التقرب منها. وكأن القدر كان يبحث هو الآخر عن طريق لحسن حتى يصل الى فرح. اثناء عمل حسن بالورشه ومعه عم مرسي صاحب الورشه لاحظ عليه الارهاق فاقترب منه حسن وسأله مابك ياعم مرسى فقال له اشعر بارهاق شديد فطلب منه حسن ان يصطحبه لمنزله فوافق عم مرسي فقام حسن بغلق الورشه واخذ عم مرسي وتوجه الى منزله وعند دخوله المنزل وجد فرح أمامه فوجد على وجهها علامات القلق فطمئنها حسن ان والدها بخير ولكنه يحتاج الى راحه دخل عم مرسى غرفته ليستريح بها وخرج حسن من الغرفه متجها الى خارج المنزل كى يستدعى طبيب ليكشف عن عم مرسى جاء الطبيب وبعد اجراء الكشف الطبي امره الطبيب بالراحه لمدة شهر بالمنزل حتى يتم شفاءه. فقام عم مرسي باعطاء مفتاح الورشة لحسن ليكون مسؤل عنها طوال فترة علاجه. من ناحية أخرى فرح بعيونها الجميلة وابتسامتها الرقيقة بدأت تعجب بحسن ويشغل بالها أيضا ولكن... النوايا مختلفه فى تلك هذه الحالة لأن حسن معجب بفرح لغرض ما وفرح اعجبت بحسن لغرض ما فرح لا تعلم عن حسن شيئ وكذلك حسن لا يعلم عنها شيئ من ناحية علاقتها بزملائها أو بسمعتها كفتاة تعيش بهذه القرية وتدرس فيها كانت نظرات فرح لحسن كنظرات تنظرها لاى شاب يقابلها تعجب به ويعجب بها او يتحدث اليها فكانت جريئة جدا وكانت تعشق الحديث مع الشباب كى يتحدث عنها الجميع وعن جمالها حسن عندما شاهد فرح اول مره كان يفكر فى المستقبل كان يسأل نفسه هل تلك الفتاة هى فتاة احلامى هل هى زوجة المستقبل؟؟ تدور الأحداث وكل يوم على غير العاده كانت تتردد فرح للورشة حتى ترى حسن وتتحدث معه فى تلك اللحظه كان يشعر حسن بالسعاده الكبيرة فبدأت الاحاديث اليومية واللقاءات داخل الورشة حتى اعترف حسن لها بحبها فضحكت فرح بصوت عالى فاحرجت حسن احراجا شديدا وهو فى حالة ذهول سألها ما سبب هذه الضحكه إندهش حسن برد فرح عليه الذى نزل عليه كالصاعقة عندما قالت له انها يوميا يقال لها نفس الكلمة من شباب كثيرون فصمت حسن وتركها تجلس بداخل الورشة وعاد لإستكمال عمله بالورشة وهو حزين شعرت فرح بالحرج فتركت حسن وذهبت الى منزلها. بعد انتهاء حسن من عمله وقام بغلق الورشة توجه الى منزله ثم دخل غرفته وجلس وحيدا وهو حزين وهو يفكر فى هذا الأمر الذى تسبب فى جرح كبير بالنسبه له وخصوصا انها بالنسبة له اول تجربة فى حياته. دخلت عليه الغرفة شقيقته والتى تدرس ايضا بالصف الاول الثانوى مع العلم بأن حسن هو الذى فضل لها دخول المدرسة الثانوية وهو الذى سوف يتحمل كل المصروفات حتى لا يحرم شقيقته منها مثلما حرم منها بسبب قلة الامكانيات. وعندما دخلت عليه شقيقته ووجدته فى هذه الحالة الصعبة سألته مابك وأرجوا ان لا تخفى عنى شيئا حاول حسن عدم البوح ولكن مع إلحاح شقيقته تحدث لها وسرد اليها حكايته مع فرح. نظرت اليه شقيقته وهى تقول الحمد لله وهذا فضل الله عليك ودعوات والديك تعجب حسن من حديث شقيقته وقال لها هل تعلمين من هى فرح فقالت له شقيقته فرح زميلتى بنفس السنه الدراسية ونفس المدرسة وهى فتاة مستهتره ولها قصص وعلاقات كثيرة مع الشباب بل تقابلهم فى اماكن خصوصية ايضا فصعق حسن من كلام شقيقته وسألها كيف علمت كل هذا فقالت له المدرسة بالكامل تتحدث عن سلوكياتها. قرر حسن أن يبتعد عن فرح ويتجاهلها.. فبعد الانتهاء من عمله يذهب الى منزل عم مرسي لإعطاءه إيراد الورشة يوميا كان يدخل حسن المنزل وعينيه لا تلتفت لشيئ سوى عم مرسي أما فرح فهى بالنسبة له لا شيئ فقد أغلق كل أبواب الأحاسيس والمشاعر تجاهها. زيارات حسن لعم مرسي تزداد يوما بعد يوم حتى شعرت فرح بتجاهل حسن لها وفى يوم من الايام وعند عودتها من المدرسة ذهبت الى الورشة وكان حسن فى ذاك الوقت يقوم بعمله داخل الورشة فطلبت منه ان يترك مابيديه لانها تحتاج الى الحديث معه ولكن حسن رفض وقال لها انه مشغول ولا يمكن ان يترك عمله فغضبت فرح وارتفع صوتها على حسن وطلبت منه الاستجابه لطلبها فقام حسن من تحت السيارة التى كان يعمل بها وقال لها ماذا تريدى فسألته فرح اريد ان اعرف لماذا تغيرت من ناحيتى وتتجاهلنى قال لها حسن الأمر طبيعى ولا يوجد بينى وبينك شيئ من قبل قالت له فرح لماذا تقول ذلك وقد ارسلت لى خطابا من قبل توصف لي اعجابك بى فقال لها حسن خطابى مثل كل الخطابات التى ارسلت لكى من كل الشباب الذين لهم علاقة بك ارتفع صوت فرح بشدة تجاه حسن وأمطرته بألفاظ جارحه وانهالت عليه بالسباب فاقترب منها حسن كى يهدأها ويستسمحها بعدم اساءته ولكنها قامت بقطع قميص المدرسة التى كانت ترتديه وارتفع صوتها حتى تجمع حول الورشة كل المحيطين بها من تجار وأهالى المنطقة وعندما سألوها عن سبب صراخها قالت لهم انه حاول التحرش والاعتداء علي بسبب رفضى حبه لي فارسل لي خطاب غزل وجئت هنا لاعاتبه وأخبره بأننى لا أحبه فهجم علي وأمسك بيدى وحاول الاعتداء علي. الأهالى أمسكوا به وقاموا بإبلاغ الشرطة التى قامت بالقبض عليه ... شيطانه صغيرة بدأت مبكرا فى إفتعال اعمال شيطانيه لا تقوم بها إمرأة تكبرها بأعواما كثيرة ومن خلال احداث الرواية نقف قليلا لنتحدث عن نبذة بسيطة بحياة فرح نعلم جميعا ان فرح إبنة عم مرسي الوحيدة توفيت والدتها منذ أكثر من اربعة سنوات ورفض والدها عم مرسي الزواج من إمرأة أخرى وعاش هو وفرح معا وكانت فرح فى هذا الوقت انتقلت من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية الى هذه اللحظة فى بداية المرحلة الثانوية وقد ظهر على فرح أنوثة مبكره لفتت انتباه الشباب لها مما أثر ذلك عليها ووصل بها الحال الى أن تنشأ علاقات غراميه بكل شاب يقرب منها وعندما يقع فريسة فى حبها تتركه وتبحث عن آخر وسلسله أحداث كبيرة متكرره تقوم بها هذه الشيطانه الصغيرة فرح.منها مشاكل كثيرة كانت تحدث بين الشباب بسببها وبسبب الصراع بينهم لكسب قلب فرح.. وفى صعيد آخر عم مرسي الذى كان منعزلا عن فرح ابنته انعزالا تاما لتركيزه فى ورشته وكان يوفر لها كل طلباتها ويعطيها دون مراقبة أو حساب حتى أفراد العائلة منعزلين عن بعضهم البعض فكل منهما فى الوادى الخاص به بمشكلاته وهمومه فلا يهمهم سمعة فرح ولا يهمهم عم مرسي الجميع بعيدين كل البعد عن صلة الرحم لا يقتربون من بعضهم الا فى المناسبات فقط وصل بهم الحال الى تفكك عائلى أدى ذلك إلى أن كل فرد يقول كلمته المعهوده (كل طير يحمى عشه.) صارت فرح فى طريقها الى أن وصل بها الحال وهى فى سن مبكر بان تصبح فتاة مستهتره سعيدة بأنوثتها والتفاف الشباب حولها وبسبب جبروت كبريائها كان حسن فريسة تحت قبضتها عندما تجاهلها فكان بالنسبه لها صفعة قوية لم تحدث من قبل أن يتجاهلها شاب فدبرت بافكارها الشيطانية وقيعه تهدم بها حسن وبالفعل نجحت فرح ودبرت المكيدة التى تسببت فى دخول حسن السجن عندما اتهم بمحاولة الاعتداء عليها.. بالفعل دخل حسن السجن لأن كل البراهين والشواهد كانت ضد حسن فصدر الحكم على حبس حسن بالسجن وفى نفس ذاك الوقت قد قامت مدرسة حسن بفصله علما بأنه كما ذكرنا كان يدرس بالسنه النهائية فى التعليم الفنى .. والد حسن المزارع البسيط ووالدته ذهبوا لعم مرسي كى يطلبوا منه السماح والتنازل عن القضية لانقاذ حسن من السجن من اجل مستقبله ولكن رفض عم مرسي واهانهم اهانة شديدة واتهم حسن بخيانتة لليد التى امتدت له لمساعدته.. ذهب والد حسن الى السجن لزيارته وقص عليه ماحدث ولكن حسن غضب من والده وقال له لماذا تذهب إليه فأنا مظلوم وما حدث لى هو ابتلاء والله معى ولكننى ياوالدى اطلب منك ان تراعى شقيقاتى مراعاة كبيرة انت ووالدتى فالابناء ثروة يجب الحفاظ عليهم وتربيتهم على العقيدة والمبادئ وتحمل المسؤلية... مر عام وبدأ شتاء 1973 خرج حسن من السجن ونسي كل شيئ وبدأ يفكر فى حياته الجديدة والده طلب منه ان يقدم التماس لادارة المدرسة ليكمل تعليمه حتى يحصل على الشهاده ولكن حسن رفض ذلك وقال لوالده سوف أذهب الى بلاد أخرى اعمل بها فلقد اكتسبت خبرة كبيرة فى تصليح اعطال السيارات فاتركنى يا ابى وسوف تطمئن علي قريبا إن شاء الله.. ذهب حسن وترك بلدته لأنه كره العيش بها ليبحث عن باب جديد وحياة جديدة ينمى فيها خبراته ركب حسن القطار وهو لا يعلم أين يذهب وماهى المحطة التى سوف ينزل بها يقعد بالمقعد الأمامى لحسن رجل فشاهد حسن متوترا وعلامات الغموض تظهر على وجهه فبدأ الرجل يركز ويهتم بحسن حتى نظر إليه وسأله من أي بلد تأتى وما أسمك واين تذهب أجاب حسن عليه وبدأو يتبادلون الحديث فأعجب الرجل بحسن لثقافته التى كان لا يتوقعها وتوقف الرجل عن الكلام مندهشا عندما علم بأن حسن لم يكمل تعليمه وترك الدراسة وهو يحمل مهنة ميكانيكى سيارات فتعجب الرجل كثيرا لأمر حسن وطلب منه ان يسرد له قصته فللمسافر فوائد كثيرة منها أن يرزقه الله سبحانه وتعالى برفيق السفر الكريم شعر حسن بالارتياح لهذا الرجل وبالفعل سرد قصته بداية من ذهابه الى السوق لمساعدة والدته فى بيع الخضار حتى عمل بورشة عم مرسي حتى احداث فرح الاخيرة التى كانت سببا فى دخوله السجن وحرمانه من تكملة الدراسة كما قص له بأنه كان يساعد والديه فى المعيشه من أجل شقيقاته الذى اصر حسن بأنه سوف يحاول ان يجتهد حتى يصلوا الى اعلى مرحلة دراسيه حرم منها حسن فكل امنياته هو ان يرى شقيقاته يحملون أعلى الشهادات الدراسية.. سأله الرجل أين تذهب الآن قال له حسن لا اعلم ولكننى ذاهب لابحث عن مكان كى اعمل به لاكون مستقبلى قال له الرجل سوف تأتى معى إلى بلدتى وسوف ادبر لك عملا بإحدى الورش الموجوده لدينا. فرح حسن ووجه له التحية والشكر .. ذهب حسن برفقة هذا الرجل إلى بلدته وعمل بورشة كبيرة بهذه البلد وتفوق حسن على نفسه كالمعتاد وحظى بإهتمام كبير بكل أهالى البلد وأطلقه عليه إسم الغريب بالمنطقة كانت كل الزبائن تلتفت حوله لثقتهم الكبيرة فى عمله.. بالطبع ليس بجديد على حسن الانسان الذى بدأ حياته بعناء شديد وصدمات كثيرة لكنه لا ييأس من رحمة الله وكان لديه صبرا كبيرا وتحمل على نفسه الكثير فأكرمه الله بحب الناس له وبتفوقه فى عمله وكالعادة كلما حصل على إيراد عمله من الورشة يقوم بإرساله إلى والده لمساعدتهم فى توفير إحتياجات شقيقاته.. ثقافة حسن وحبه للقراءة وذكاءه كان لهم دور كبير فى نجاحه بعمله وتعامله مع الآخريين . من ناحية أخرى فرح إبنة عم مرسي الشيطانة الصغيرة إستمرت فى افعالها وتوسعت فى علاقتها بالشباب وبدأت سمعتها السيئة تنتشر فى انحاء البلدة وأصبحت حديث الجميع مما أدى ذلك إلى شكوك بدأ تمس دواخل أهل البلد حتى ظن البعض بأنهم من الممكن أن يكون حسن مظلوم فذهب بعض الأهالى لعم مرسي يتحدثون معه عن سلوك إبنته فرح فغضب وثار عليهم وطردهم من منزله واتهمهم بإتهام إبنتهم بالسلوك السئ مما قد يؤثر على سمعته كوالد لها. تركوه وذهبوا لمنازلهم والحزن يملأ قلبهم على مقابلة عم مرسي لهم. مرت الأيام والليالى وانتهت فرح من السنه الدراسيه فكان نجاحها وتفوقها مفاجئة لجميع أهالى البلد ومن ناحية أخرى والدها عم مرسي كان فى غاية السعاده والفرح لنجاح ابنته فرح وشعر عم مرسي بأنه إنتصر على كل اهالى البلد بنجاح إبنته وتفوقها الأمر الذى جعل اهالى البلد يشعرون بأنهم أخطئوا فى حق فرح وأن كل مايقال عليها مجرد شائعات وأن جمالها وانوثتها كان هما سببا فى حقد كل بنات البلدة لها وأيضا الشباب الذين كانوا يتصارعون عليها فكل شاب خلق لنفسه قصة خياليه بأن فرح تحبه كان هذا ظن الاهالى بعد نجاح فرح.. توالت الأحداث وفى صيف 73 واثناء الأجازة الصيفية طلبت فرح من والدها أن يذهب إلى أى مدينة ساحلية كى يقضون هناك إسبوعا بعيدا عن توتر ومشاكل البلدة بالفعل قام عم مرسي بمصاحبة فرح إبنته وإتجهوا نحو الإسكندرية وقاموا باستئجار شقة لمدة إسبوع جرأة فرح جعلتها تنزل الشارع السكندرى بحجة أنها فى ذاك الوقت تعتبر من المصطافين فكانت ترتدى ملابس شفافه تظهر مفاتنها الى ان لفتت انظار الشباب عليها المتواجدين بشواطئ الإسكندرية وهنا الفرق بين شباب القرية وشباب المدينة فى المدينة حرية أكثر وأكثر والشباب يعملون كل ما يحلو لهم فالإسكندرية كبيرة ولا يعرف فيها أحد الجميع غرباء عن بعض فالكل يسير بحريته. تستمر الاحداث واثناء سير فرح على احدى الشواطئ ومن ناحية أخرى يجلس عم مرسي تحت الشمسية يتأمل فى أمواج البحر وترك فرح تسير وتستمتع بالشاطئ جلست فرح على إحدى الصخور وفجأة ظهر امامها شاب وسيم يبتسم لها الأمر بالنسبة لفرح عاديا فهى تعلم أن كل الشباب يبتسمون لها من أجل جمالها ومن أجل أن يحصلون على كلمة واحده منها ولكن هذا الشاب كان يختلف تماما عن كل الشباب من حيث وسامته وصوته وكلماته التى هزت فرح فرمى شباكه حولها فاستسلمت له فرح وجلسوا يتحدثون عن هذه الصدفه الجميلة التى جمعت بهم على صخور البحر. تعددت اللقاءات بينهم خلال ثلاثة أيام تعارف ومقابلات رومانسيه كانت فرح بين احضان هذا الشاب نعم استسلمت له وأخذها الى شقة يسكن فيها بمفرده وفقدت فرح عذريتها وإنهارت وهى معه ثم طالب منها الشاب ان تهدأ واخذها وذهب بها الى الشقة التى تسكن بها وقال لها سوف يدبر أمره ويأتى لها قبل ان تترك الاسكندرية وتعود الى بلدتها لينهى الأمر مع والدها ثم اعطاها ورقه مقفولة داخل ظرف مقفول وقال لها فى هذه الورقة عنوانى وتليفون منزلى وكل مايخصى حتى تطمئنى ثم تركها وذهب. صعدت فرح وهى فى حالة يرثى لها خائفة من والدها حينما يعلم ماحدث لها كان بيديها حقيبه فقامت بوضع الظرف المقفول بداخلها ودخلت الشقه فوجدت والدها فى غرفته غارقا فى نومه ثم دخلت غرفتها وهى فى حالة حزن عميق وخوف ورعب من المستقبل القادم. فى اليوم التالى استيقظ عم مرسي من نومه وباقى على انتهاء الاجازة يوما واحدا فقط ثم دخل غرفة فرح وطلب منها ان ترتدى ملابسها كى يخرجون سويا ليستمتعوا بالبحر ولكن فرح رفضت الخروج مع والدها وقالت له انها تحتاج أن تستريح بعض الوقت لأنها تشعر بالاجهاد والتعب. تركها والدها وجلست فرح بمفردها تترقب الساعات القادمة وهى فى انتظار الشاب كى يأتى لوالدها كما اتفق معها مرت الساعات حتى وصلت الساعة الرابعة عصرا ولم يأتى احدا سوى عم مرسي الذى إستغرب حالة فرح ووجودها طول اليوم بالشقه ..والد فرح عم مرسي يحاول أن يهيئ جو مرح لفرح ولكن فرح فى كوكب آخر فاليوم يقترب على الانتهاء ولا يوجد أى جديد من هذا الشاب وفرح تزداد توترا وضغوطا حتى شعر بها والدها وسألها ماذا بك يافرح فكانت تجيب عليه بأنها مريضه فقال لها والدها سوف أذهب بك الى أقرب دكتور فرفضت فرح وهى تصرخ لا يا أبى انا أريد العودة لمنزلنا إندهش والدها لرد فعل ابنته وبالفعل وافق عم مرسي بعدما ظن ان تغيير الجو أثر على ابنته أو شعرت بالوحدة علما بأنها يتيمه الأم اخذها والدها وعادوا الى بلدتهم وهما فى طريقهم تذكرت فرح الورقة التى تركها لها هذا الشاب فخافت ان تفتح الحقيبة وتقرأها فيراها والدها وتركتها حتى تصل الى منزلها ثم شعرت بالطمأنينه رويدا رويدا وظنت أن الورقة هى حبل النجاة لها لأن الورقة تحمل كل بيانات هذا الشاب . عندما وصلوا لمنزلهم دخلت فرح سريعا الى حجرتها لتفتح الورقة كى تقرأ مافيها ولكن الصدمة فى تلك اللحظه كانت قوية جدا على فرح عندما فتحت الورقة وقرأت مابداخلها حبيبتى لقد استمتعت بوقت جميل لم احلم به طوال حياتى بين أحضان اجمل ما رأت عيناى فاذكرينى دائما لأننى الماضى المجهول... انخرطت فرح فى البكاء بشدة وارتمت على فراشها وهى تبكى ثم لعب الشيطان برأسها وبدأت تفكر فى الإنتحار خرجت من غرفتها متجهه نحو الحمام والدها يراقب حالتها من بعيد لبعيد ثم تأخرت بداخل الحمام فقلق عليها والدها ثم اقترب من باب الحمام لينادى عليها ولكنها لم ترد عليه فشعر والدها بالذعر فقام بإحضار آلة حديدية ثم قام بكسر باب الحمام فوجد فرح وهى مغشيا عليها على ارض الحمام على الفور ذهب سريعا واتصل بالإسعاف ونقلوها الى المستشفى لمحاولة إنقاذ حياتها. بالفعل قامت المستشفى باسعاف فرح وتم فحصها من قبل بعض اطباء المستشفى وبعد الفحص إستدعوا والدها عم مرسي وسألوه أين زوجهااااااا

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;