حقيقة الاحتفال بيوم اليتيم

حقيقة الاحتفال بيوم اليتيم

إن دين الإسلام هو دين التكافل والترابط ودين التراحم والتعاطف، دين يحث على الألفة والاجتماع، وينهى عن الفُرقة والاختلاف ، وإن الإسلام كفل لليتيم حقَّه، وحث على كفالته، ورتب أجورا عظيمة لذلك، واليتيم هو الصغير الذي فقد أباه قبل البلوغ والرشد، فيكون محروما من نفقة والده عليه ورعايته وتربيته له وعطفه عليه .

لذلك بيَّن الإسلام حقوق اليتيم، وحث على الإحسان إليه، وليس في اليتم عيب أو مذمة، فكم من يتيم فاق غيره وبلغ مبلغا رفيعا، فمنهم علماء ملأوا الدنيا علما ، ولقد حفظ الإسلام لليتيم حقوقه المالية وجعل أكل مال اليتيم بغير حق من أكبر الكبائر، ويل لمن أكل مال يتيم ويل له.

وإن سألتم عن مكان اليتيم في القران ، فلقد تعرض القرآن الكريم له في اثنين وعشرين آية ، و هذا من تعظيم مكانة و حرمة اليتيم الذي اصبح في كافلة الأمة فها هو القران الكريم يحثهم حثا على رعايته وحسن مصاحبته فيها ، لنرى فضل الكريم على كل يتيم ، وإن رعاية اليتيم و حسن تعهده وصية الله تعالى لجميع الأمم و ليس مقصورا على أمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه و سلم لان اليتيم هو قضية كل عصر و زمان .

وبمجرد انتهاء شهر مارس من كل عام يبدأ العديد من الأشخاص التجهيز للاحتفال بيوم اليتيم في أول جمعة من شهر أبريل، تلك التي تكون في أغلب الأحيان عبارة عن حفلة يستمتع فيها الأطفال بالألعاب والموسيقى، ويحصلون فيها على الهدايا التذكارية لهذا اليوم، رغبة من القائمين عليها في التعبير عن مشاعرهم لهؤلاء الأطفال ممن فقدوا أحد والديهم أو كليهما.

واعلموا أن القران الكريم اهتم باليتيم في شتى مناحي الحياة ليحيى اليتيم في جو من الحب والحنان حتى لا يشعر بمرارة الفقد و بمرارة اليتم و جاءت صورة الضحى لترسي لنا العناية الفائقة باليتيم من الناحيتين النفسية و الاجتماعية لخير البرية النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فالله تعالى يقول لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في باب الامتنان: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ، وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى ، وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ﴾ سورة الضحى .

ولنعلم جميعا أنه من سعى في حاجة أخيه سعى الله في حاجته والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ولما كان اليتيمُ ضعيفَ الجانب مكسورَ الجناح كان من المهم رحمته والشفقة عليه وتجنب الغلظة معه بغير وجه حق فقال تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) .

وإن رعاية اليتيم وكفالته تكون بحضانته وتربيته وتأديبه وتعلميه والمحافظة على سلامته في بدنه ونفسه والإنفاق عليه والمحافظة على ماله حتى يبلغ ويرشد ويمكنه الاستقلال بنفسه ، أما الكفالة التي تقتصر على الإنفاق عليه فقط فهي كفالة قاصرة ناقصة وفيها خير ولكن ليس شأنها كالكفالة التامة الكاملة .

ويحتفل العالم اليوم الجمعة "أول جمعة فى إبريل" باليوم العالمى لليتيم ، والذى انطلقت فكرة الاحتفال به من قبل مؤسسة "ستار فونديشن" البريطانية عام 2003 ، وفى مصر، بدأت فكرة تخصيص يوم لليتيم عندما اقترح أحد متطوعى جمعية الأورمان الخيرية، بتخصيص يوم للاحتفال باليتيم، والسؤال عنه وإدخال الفرحة على قلبه، فتُعتبر جمعية الأورمان من أكثر الجمعيات التى تهتم بأمر اليتيم.

وكان الهدف الرئيس للاحتفال يوم اليتيم هو التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له ولما يريد، ولاقت فكرة تخصيص يوم لليتيم دعما كبيرا من الشخصيات العامة، ووزارة التضامن الاجتماعى.

وفى عام 2006 حصلت جمعية الأورمان على قرار رسمى بإقامة يوم عربى لليتيم من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب فى دورته الـ 26، وبذلك تقرر تخصيص يوم له فى الدول العربية والاحتفال به، وانتقلت الفكرة من النطاق المصرى إلى العربى، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يوماً مخصصاً للاحتفال بالأطفال اليتامى.

وفى عام 2010، دخلت جمعية الأورمان موسوعة جينيس للأرقام القياسية عندما تجمع 4550 طفلا يتيما رافعين الأعلام المصرية لجذب الانتباه إليهم والالتفات إلى احتياجاتهم فى منطقة سفح الهرم بمحافظة الجيزة فى منظر مهيب نال تقدير العالم.

وجاء الإسلام آمراً بالتكافل والرحمة والعطف والإحسان على أبنائه، مرتباً على ذلك الأجور العظيمة، والعطايا الجزيلة، ومن ذلكم: كفالة اليتيم ، وجعل الله سبحانه وتعالى الإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات، ونوعاً عظيما من البر ، وبين سبحانه أن إطعام اليتيم والإحسان إليه طريق موصلة إلى الجنة، ونجاة من كرب يوم القيامة .

وبين لنا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن في مسحِ رَأسهِ ابتغاء وجه الله حسنات كثيرة، فقال صلى الله عليه وسلم: " من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" رواه أحمد .

وفكرة يوم اليتيم فكرة جميلة لكى يشعر الجميع ان لهم وجودا فى المجتمع وان لهم حقوقا وأنهم بشر يستحقون الاهتمام والرعاية ويستحقون أن يتعاملوا كأفراد طبيعيين ورغم أهمية يوم اليتيم وفكرته الجيدة الا ان الاحتفال لا يزال مقصوراً على الشو الاعلامى فقط ويجب أن يتحول الى مكسب ويوم حقيقى للأيتام وليس يوما فقط وإنما يجب أن يتحول إلى أيام كثيرة بل وأسابيع يتم فيه دراسة أحوالهم وإحتياجاتهم وتوفير سبل الرعاية اللازمة لحمايتهم.

وبشر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم كافله بمرافقته في الجنة، فقال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئا، لذا فإن رعاية الأيتام والإحسان إليهم من أفضل الأعمال الصالحة لما جاء في الحث عليه والترغيب فيه .

فإن الأمر بالإحسان إلى اليتيم والحث على كفالته سواء كان ذلك اليتيم من قرابتك أو كان أجنبياً عنك ، وأن من قام على اليتيم بحسن الرعاية كان عند الله بمنزلة المجاهد في سبيل الله وبمنزلة المتعبد الذي لا ينقطع عن العبادة ليلاً ولا نهاراً قد استغرق ليله بالقيام ونهاره بالصيام فما ظنكم بأجره وثوابه ، وفيها بشارة عظيمة لمن كفل يتيماً أن يكون مرافقاً للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة .

فإن الربح والفوز والفلاح عندما تبذل مالك في الإحسان إلى اليتامى وفي وجوه البر المتعددة، وهنيئًا لمن كفل يتيما وأحسن إليه، هنيئا له هذا الفضل العظيم ، فإن من فوائد الإحسان إلى اليتامى حصول لين القلب ، وإن من بركة المال أن تنفق منه على نفسك، وعلى عيالك وأهل بيتك، وتنفق منه في وجوه البر والإحسان وعلى الفقراء واليتامى والأرامل والمكروبين، فلا تبخل بمال تكفل به يتيما، أو تسعى به على أرملة، أو تواسي به فقيرا أو تُفرج به كربة .

الكلمات المفتاحية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;